دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
هل يمكن أن تساهم تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، وكيف يمكن استخدام أدوات صحافة الذكاء في إنتاج المحتوى الإعلامي المميز؟
في إطار خطة فعالياتها لتقييم أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية، عقدت مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف “الرائدة في دراسات الذكاء الاصطناعي” الخميس الماضي 17 ديسمبر 2020 حلقة نقاشية عبر منصة زووم تحت عنوان ” تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على جودة المحتوى الإعلامي”، بمشاركة نخبة من أساتذة الإعلام حول العالم.
شاركت في الندوة الدكتورة سوزان القليني عميدة الإعلام بكلية الإمارات للتكنولوجيا، والتي أوضحت في مداخلتها الفكرة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي من جعل الآلة تقوم بنفس الدور البشري
وأكدت أن انتشار الأقمار الصناعية في تسعينيات القرن الماضي كان مؤشرًا على أن الآلة ستحل محل الإنسان في الكثير من الأعمال.
وأضافت أن دور الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام بدأ يتزايد منذ عام 2012
حيث بدأ استخدام “صحافة الروبوت” التي تعتمد على استخدام الروبوت في صناعة المحتوى عبر المنصات الرقمية “فيسبوك، تويتر، انستجرام، وغيرها”
تجارب عالمية
استعرضت القليني تجارب مؤسسات إعلامية عالمية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتطوير المحتوى الإعلامي مثل وكالة أسوشييتد برس التي تستخدم تقنية توليد النصوص
ومؤسسة واشنطن بوست التي طورت برامج استخدام التحليل الإخباري واستخدمته للمرة الأولى في أولمبياد ريودي جانيرو في البرازيل
وكذلك ال سي إن إن التي استخدمت تقنية “الشات بوت” والتي يقوم خلالها الربوت بدور مراسل يتواصل مع المشتركين ليتعرف على اهتمامتهم ومن خلال ذلك يتم تحديد الأخبار المناسبة للبث، إضافة إلى نيويورك تايمز التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تلخيص القصص الإخبارية.
وأشارت إلى أن التسويق الإلكتروني عبر المنصات الرقمية يشهد تطورًا غير مسبوق نتيجة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التخطيط المختلفة من تحديد الأهداف، .تحديد سمات الجمهور، واكتشاف اهتماماتهم، وتحديد سمات المنافسين
مشيرة إلى تفوق جوجل في استخدام هذه التقنيات والبرامج في مجال التسويق الإلكتروني.
وتعد أهم هذه البرامج –بحد وصف د. سوزان- برنامج “سيو، كريون، ناريتف ساينز، كيورت، فيز ” والتي تساعد على التوصل إلى المحتوى الأفضل.
ودللت القليني بشركة دومينوز بيتزا التي استخدمت تقنية فيز في حملتها التسويقية واستطاعت أن تحقق نجاحًا بنسبة 57% بعد شهرين من استخدامها برامج التسويق الإلكتروني إضافة إلى تحقيق عائد بنسبة 75.3 على الاستثمار من هذه الحملات.
وأكدت أن الإعلام كله بات يستخدم المضمون الشخصي بهدف تطويع المحتوى ليوافق اختيارات المتلقي.
شروط المحتوى الجيد
وحول تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على جودة المحتوى أكد الدكتور محمد عبد الظاهر رائد صحافة الذكاء الاصطناعي أن المصداقية، الدقة، الوصول للجمهور المستهدف، التنوع والشمولية والشفافية في عرض المعلومات؛ شروط عامة لما يمكن أن نطلق عليه المحتوى الجيد
وأشار إلى أنه يمكن لتقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، البيانات الضخمة، الحوسبة السحابية، الأقمار الصناعية وغيرها؛ الحفاظ على معايير جودة المحتوى
عدد عبد الظاهر أنواع المحتوى الإعلامي الذي تأثر بتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي بين رسائل نصية، تطبيقات الهاتف، الأخبار عبر الإنترنت، المحتوى التلفزيوني، التسويق والمحتويات الكاذبة مؤكدا على الدور الفعال الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المحتوى التسويقي وصولًا إلى الجمهور المستهدف.
وأوضح مفهوم التسويق الروبوتي الذي يقوم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الجمهور المستهدف، اهتماماته وميوله عبر المنصات الرقمية على النحو الذي يزيد من نجاح عملية التسويق.
وفيما يتعلق بتحسين الصورة الذهنية للحكومات والشركات والشخصيات الاعتبارية أكد عبد الظاهر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أثبتت كفاءة وفاعلية في صياغة المحتوى المناسب لتحقيق هذه الغاية من خلال تحليل البيانات الضخمة وتحديد أفضل السبل للتأثير على الجمهور المستهدف، وأضاف أن الواقع الافتراضي والمعزز أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح محتوى حي للجمهور
واستطرد في عرض تأثير تقنيات الذكاء على زيادة جودة المحتوى في بحوث السوق وسلوك المستهلكين، البحث للدفع بالنقرة، تحسين معدلات التحويل وخبرات المستخدم للمواقع المختلفة والسلع والخدمات إضافة إلى خدمات الشات بوت حيث توقع أن تتحول 50% من خدمات العملاء والدردشة عبر الإنترنت إلى الشكل الآلي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2040
وأكد د. عبد الظاهر أن تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي قادرة على استشراف مدى فاعلية الجمهور المستهدف وتحديد الأكثر تفاعلًا والأقل مشاركة على مختلف الأصعدة .
الروبوتات لحياة أكثر سهولة
من جهة أخرى أكد الخبير الهندي نيراف باريخ ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “في فريز”، إحدى لشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي واللغة الطبيعية أن الروبوتات التي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي تجعل حياة البشر أسهل. لا سيما في صناعة الإعلام والنشر حيث ساعدت على تغيير هذه الصناعة فيما يتصل بطريقة إنتاج المحتوى الإعلامي وطريقة استهلاكه
وحول قيام الذكاء الاصطناعي بعمله داخل غرف الأخبار، أضاف د. نيراف إن هذه التقنيات ساعدت على إحداث تغيير جذري وثورة على الصحافة التقليدية مدللا على ذلك بتقنية توليد اللغة الطبيعية وهي التكنولوجيا التي تستخدمها الروبوتات لكتابة قصص إخبارية من البيانات . فضلا عن كتابة القصص الإخبارية الروتينية مثل تقارير الطقس ، والعقارات ، واتجاهات سوق المال، والتقارير الرياضية ، وتعليقات السوق اليومية بشكل أسرع وأكثر دقة
و أشار إلى أن القصص الإخبارية التي تكتبها الروبوتات يمكن أن تكمل عمل الصحفيين ومنشئي المحتوى ليتفرغوا ويركزوا على كتابة قصص أكثر إبداعًا ,وتميزا
واستعرض د. نيراف دراسة عن فرق الأداء والإنتاج بين الروبوت والصحفي وطرح السؤال الشائك الذي يدور في أذهان الكثيرين وهو : هل سيحل الروبوت محل الصحفي؟ مجيبًا، بنعم ولا في نفس الوقت، وفسر ذلك بأن الروبوت يستطيع أن يقدم بشكل سريع عددًا كبيرًا من الأخبار التي تعتمد على البيانات والأرقام لذا يمكن الاستفادة منه و من تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأعمال التي تعتمد على الأرقام وتحليل السوق والتسويق والإعلان ولكن في نفس الوقت يظل الإبداع حكرا على الإنسان وحده لكونه الأقدر على تقديم أعمال صحفية أكثر إبداعًا وتميزًا وعمقًا .
النانو تكنولوجي
أما دكتور تايلور أدمز أستاذ الإعلام السابق بجامعة فلوريدا الولايات المتحدة الأمريكية فأوضح مفهوم ما أسماه بالصدمة الاتصالية والثورة القادمة في مجال المالتي ميديا متتبعا المراحل التاريخية لتطور الاتصال وتقنيات النانو تكنولوجي والكمبيوتر وتأثير استخدام التكنولوجيا على الاتصال
وتطرق لتقنية النانو تكنولوجي وتأثيرها على الذكاء الاصطناعي والتسويق والإعلان. وضرب مثالا بتجربة شركة أبل الأمريكية وشبكات الاتصالات المتطورة وقفزاتها الكبيرة بداية بتقنية شبكات التو جي وصولًا إلى شبكات الفايف جي وأوضح تأثير الإنترنت على الإعلام والصناعة عمومًا
وأكد أن صحافة الذكاء الاصطناعي يجب أن تهتم بالنانو تكنولوجي مشيرا إلى تجارب بعض الشركات التي تستخدم هذه التكنولوجيا. ومؤكدًا على تأثيرها في مجال الصحافة والإعلام والاتصالات.
حول مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف أول مؤسسة بحثية عالمية متخصصة في دراسات صحافة الذكاء الاصطناعي، تأسست في العام 2018 في دولة الإمارات العربية المتحدة، من قبل مجموعة من الأساتذة والباحثين المختصين في دراسات الإعلام والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والعلوم الإنسانية.
تهدف مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف، لصناعة مستقبل الإنسان والتوافق مع الآلات، في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والخامسة.
في مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف نُركز على كل ما هو جديد من أدوات وحلول تكنولوجية، وما له من تأثيرات إيجابية ملموسة على الإنسان، ونِتاج الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة.
لدى مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف فريق علمي متميز يمتلك المهارات المتقدمة في التدريب والتعليم والبحث والاستشراف، وذلك من خلال مجلسه الاستشاري، وثلاث فرق متنوعة هي : الفريق الأكاديمي والتحريري والإعلامي ، بالتعاون مع مختلف المؤسسات البحثية والجامعات ، ومجموعات متخصصة من الأكاديميين والباحثين في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا و الشرق الأوسط.
يتحدثون ويحررون بخمسة لغات مختلفة هي : العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.
مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف تُدير و تصدر أول مجلة علمية متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية في مجال صحافة الذكاء الاصطناعي باسم : ” المجلة العلمية لصحافة الذكاء الاصطناعي”.
مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف تُدير وتُشرف على المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي، أول وأكبر تجمع علمي عالمي رائد لكل الأكاديميين والإعلاميين والعاملين في مجال الإعلام وتقنيات الذكاء الاصطناعي، من المؤسسات التعليمية والجامعات ووسائل الإعلام.
ويضم مؤتمر علمي متخصص، يُعقد سنويًا في دولة مختلفة، يجمع كل الشركات والمؤسسات ورواد صناعة الإعلام وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة .