دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
مع انتشار جائحة كوفيد-19عالميًا ابتكرتالإمارات حلولا ذكية جديدة في العمل والتعليم عن بعد، حيث تبنت حكومة الإمارات سياسات جديدة لمواجهة التحديات التي أفرزتها الأزمة، اعتمدت خلالها على التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي وأطلق مركز “محمد بن راشد” للابتكار الحكومي منصة “ابتكر”، التي ترصد السياسات والمبادرات المبتكرة، المتبعة من قبل حكومة الإمارات من أجل محاربة الوباء وتأثيراته، وكذلك من أجل مشاركة هذه الابتكارات مع الحكومات في العالم العربي والمساعدة على التبادل المعرفي بهدف تبني آليات جديدة وغير تقليدية في التعامل مع الأزمة.
اجتماعات افتراضية
خلقت أزمة كوفيد-19 حلولا ذكية ، حيث برهنت حكومة الإمارات على إمكانية التعامل مع الأزمة واستمرار العمل بالكفاءة ذاتها
وذلك عبر استخدام منهجية استباقية تتماشى مع سلسلة التدابير الاحترازية للوقاية من الفيروس التاجي
فعقدت أول اجتماع افتراضي لمجلس وزرائها، عن بعد في سابقة هي الأولى بالعالم في 19 مارس 2020
لتبث رسالتها للمجتمع الإماراتي والعالم أجمع، أن الإمارات قادرة على مواصلة العمل على مدار الساعة وفي جميع الأحوال وتحت كل الظروف
ثم توالت الاجتماعات الافتراضية التي كان نتاجها -حتى مايو 2020- تسع سياسات حكومية و48 إجراء للتعامل مع الأزمة
وتم تشكيل 9 لجان تعني بوضع السياسات والخطط التنموية وتحديد أولويات الحكومة واستشراف التحديات والفرص في ظل الأزمة.
ما بعد كوفيد-19
مع بداية الوباء لم تركز دولة الإمارات على الحلول قصيرة الأجل وإنما كانت إحدى الدول الاستباقية التي تركز على مستقبلها بعد كوفيد-19 وبدأت بالتحضير لهذه المرحلة واستشراف السيناريوهات العالمية والمحلية المحتملة والمخاطر والفرص التي يمكن للدولة استثمارها.
تطبيقات ذكية
بدأت الإمارات بتطويع التكنولوجيا وإتاحة الابتكارات الذكية التي تساعد على استمرار كافة أنشطة الحياة في ظل أزمة كوفيد-19 لتمضي قدمًا في مسيرة التحول الرقمي المنهجي، فقامت وزارة الداخلية بإطلاق تطبيق “مركز الشرطة في هاتفك” الذي يمنح المتعاملين أداة مبتكرة للتواصل مع مركز الشرطة والوصول إلى الخدمات الذكية وتقديم البلاغات من أماكن تواجدهم دون الحاجة لزيارة مراكز الشرطة
وقد لوحظ ارتفاع عدد البلاغات بنسبة 29% منذ انطلاق هذه الخدمة.
التعليم عن بعد
وفقًا لتقرير نشرته منظمة اليونسكو فإن أكثر من نصف طلاب العالم لا يذهبون إلى مدارسهم بسبب إجراءات الإغلاق والحجر الصحي
بما يمثل تحديًا استثنائيًا تواجهه قطاعات التعليم حول العالم، التي سعى بعض منها لاستخدام تطبيق التعليم عن بعد
وأعلنت العديد من الدول عن مجموعة من الحلول والمبادرات، كان من بينها دولة الإمارات العربية التي حرصت قيادتها الرشيدة على الاستثمار في منصات التعليم الذكي وتطوير البنية التحتية منذ عام 2012 تحت مظلة مبادرة محمد بن راشد للتعليم الذكي، التي كانت تهدف للخروج بالمناهج والمواد التعليمية من الأطر التقليدية والنمطية إلى المناهج الإلكترونية والمحتوى العلمي التقني
وقامت وزارة التربية والتعليم بالإعلان عن مبادرة التعليم عن بعد في مارس 2020
وبدأت تطبيقها في جميع المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي بالدولة
وتم إنشاء 14.000 فيديو تفاعلي يستفيد منه الطلبة والمعلمون
وقد أثبتت هذه التجربة نجاحًا كبيرًا نتيجة عوامل عديدة من بينها استثمار الدولة في التعليم الذكي منذ 2012
وكذلك التزام الحكومة باستمرار العملية التعليمية، جاهزية البنية التحتية، وتدريب 35 ألف معلم في وقت قياسي
إضافة إلى دعم أولياء الأمور لأبنائهم للالتزام بمواعيد الفصول الدراسية الافتراضية.
الخدمات الصحية الذكية
كانت دولة الإمارات العربية من أوائل الدول التي سعت لتعزيز إمكانات خدمات الرعاية الصحية عن بعد لترسيخ مكانتها الريادية بين رواد الصحة الإلكترونية على مستوى العالم وهدفت من خلال ذلك إلى الحفاظ على كفاءة أنظمة الرعاية الصحية في ظل أزمة كوفيد-19 وتقليل فرصة انتقال العدوى من الأشخاص المصابين إلى الطاقم الطبي وكذلك حماية المرضى من الإصابة بعدوى محتملة داخل المستشفيات
وكشفت وزارة الصحة الإماراتية عن العديد من المبادرات الإلكترونية
ومن هذه المبادرات؛ المواعيد الافتراضية، التطبيب عن بعد، الدكتور الافتراضي أو التشخيص الذاتي، التقصي الوبائي والعزل المنزلي،
وقامت الوزارة بإنشاء تطبيق ذكي يقوم بنشر المعلومات بخصوص الفيروس والإصابات بشفافية وصدق
وذلك لمحاربة الشائعات والأخبار المغلوطة الصادرة عن مصادر غير موثوقة.
أحدث التقنيات
لحماية العاملين بالخطوط الأمامية في مواجهة كوفيد-19 استعانت شرطة دبي بالخوذات الذكية التي تكشف عن المصابين المحتملين من خلال فحص درجة حرارة مستخدمي المواصلات العامة عن بعد، كذلك استعان قطاع التقاضي بإمكانيات العمل عن بعد وعُقدت أولى الجلسات من خلال الاتصال عبر الفيديو في أبريل 2020 ، وتجدر الإشارة إلى أن قيام محاكم دبي بتطبيق نظاما إلكترونيًا لتسجيل القضايا وأتمتة آليات التقديم والمراجعة والاستفسار ودفع الرسوم في وقتٍ سابق قد مهّد للتحول إلى المحاكمة الافتراضية التي جعلتها أزمة كوفيد-19 أمرًا ضروريًا