عالم ما بعد كوفيد-19: عادات جديدة في سلوكنا الاستهلاكي

التحول للتسوق الإلكتروني بعد كوفيد-19

دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي

 من المؤكد أنه في عالم ما بعد كوفيد-19 لن يتسنى للزبائن مشاهدة البضائع ولمسها وتأملها عن كثب كما كان من قبل، وبذلك سيفقد المتسوقون دافعًا جوهريًا لعملية التسوق لاسيما في ظل ما أكدته بعض الدراسات من أن المتسوقين يفضلون زيارة المتاجر بأنفسهم، كي يتسنى لهم رؤية البضائع ولمسها والإحساس بها وتجربتها، على أن يقوموا بالشراء عبر شبكة الإنترنت وفقًا لل بي بي سي

أشار التقرير إلى ما أظهرته دراسة أعدتها شركة للتسويق والتجارة عبر الإنترنت في 2019، من أن الإنفاق الاستهلاكي يزداد، إذا ما ذهب المرء إلى المتجر فعليا

، وذلك مقارنة بقيامه بالتسوق إلكترونيًا

 وكشفت الدراسة، التي شملت ألف متسوق أمريكي، أن عالم ما بعد كوفيد-19 سوف يشهد حوالي 54 في المئة  ينفقون حوالي 50 دولارا في مرة التسوق الواحدة عبر الإنترنت.

 وتزيد نسبة من ينفق هذا المبلغ إلى 71 في المئة، إذا كان هؤلاء الأشخاص يذهبون إلى المتجر، بشكل فعلي

.وأن زيارة المتجر تزيد فرصة حدوث ما يُعرف بـ “الشراء الاندفاعي”، أي اتخاذ قرار بشراء منتج ما دون تخطيط مسبق.

مستقبل المتاجر التجريبية

يقول الأستاذ المساعد في جامعة “مينيسوتا دولوث”، إيان زيمرمان، في هذا الشأن

إن “المتعة التي نشعر بها، بفعل فكرة اقتناء منتج رأيناه ونحن نشاهد بضائع مختلفة، يمكن أن تجعلنا أكثر اندفاعًا في اتخاذ قرار الشراء

من جانب آخر علّق تشاك بالمر، أحد المستشارين البارزين في شركة “كونسيومر إكس ريتَيل” لتقديم الاستشارات للمؤسسات العاملة في مجال تجارة التجزئة، ومقرها “أوهايو” بأن العديد من متاجر التجزئة والمحال التابعة لعلامات تجارية معروفة؛ فتحت في الفترة السابقة لتفشي وباء كورونا، فروعا لها أكثر ضخامة وُصِفَتْ بأنها ذات طبيعة تجريبية

إذ صُمِمَت خصيصًا بسمات تلائم المتسوقين، الذين تروق لهم مسألة مشاهدة البضائع بغرض التسلية.

بحيث تمنح الفرصة للزبائن للمرور بتجارب ذات طابع حسي، يُستعان فيها بتصميمات متطورة للمكان وشاشات عرض رقمية ضخمة

ويؤدي ذلك – حسبما يقول بالمر – إلى أن يشعر المرء عند تردده على أحد هذه الفروع بأنه “طرف مُتفاعل” !”.

لكن مستقبل هذه “المتاجر التجريبية” ربما يكون الآن مهددًا بالخطر، في ظل القيود المفروضة حاليًا على التسوق، للحد من تفشي وباء كورونا،

والتي تشمل أمورًا من قبيل احترام قواعد التباعد الاجتماعي وإغلاق غرف قياس الملابس، وعدم السماح لمستهلكين مختلفين بلمس المنتج نفسه

نزعة المشاهدة

ومن هذا المنطلق أوضح التقرير أنه ربما تؤدي نزعة “مشاهدة البضائع” لدى المتسوقين إلى اتجاههم لممارسة تلك العادة عبر الإنترنت

لا من خلال زيارة المتاجر بأنفسهم خاصة في ظل الظروف الحالية التي تفرضها جائحة كورونا .

حيث يمكن أن يجد المرء القدر نفسه من المتعة وخبرة التواصل الاجتماعي، اللتين يستمدهما من زيارته للمتاجر بنفسه

كذلك يستطيع المتسوق أن يستقي إلكترونيًا، المعلومات نفسها التي ينشد الحصول عليها، عندما يرتاد المحال والمراكز التجارية.

لكن المفارقة أن بعض الطرق التي اعتاد المستهلكون أن يستعرضوا من خلالها البضائع إلكترونيا

ترتبط بشكل وثيق مع تجربة زيارة المتاجر؛ إما قبل “الفُرجَة على البضائع على الإنترنت” أو بعد القيام بذلك.

لذا يبدو أن التسوق سواء إلكترونيًا أو فعليًا، سيعاني انتكاسة كبيرة حال الإبقاء على فرض قيود على زيارة المتاجر

خاصة في ظل استمرار تفشي الوباء الحالي .

تفوق التسوق الإلكتروني

. من جانب أخر أشار التقرير إلى تفوق التسوق الإلكتروني على نظيره التقليدي

وذلك لأنه لا يستغرق الكثير من الوقت، لحرص القائمين عليه، على اختصار المراحل التي يمر بها المستهلكون قبل الدفع

وربما كان ذلك -وفقًا للتقرير- ما جعل المستهلكين عازمين على مواصلة التسوق إلكترونيًا، برغم إعادة المتاجر فتح أبوابها.

فقد أظهرت دراسة حديثة أُجريت في المملكة المتحدة -وفقًا للتقرير- أن 40 في المئة من المستهلكين

يعتزمون الاستمرار في المضي على هذا الطريق، بدلا من الطريقة التقليدية التي كانوا يتبعونها فيما مضى

0 0 votes
Article Rating

Related posts

انضمام سعادة البروفيسور عيسى البستكي للمجلس الاستشاري لمؤسسة AIJRF

الدبلوم المهني: صحافة الذكاء الاصطناعي وإعلام الميتافيرس وترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعي عربيا

برنامج الزمالة المهنية المبكرة يفتح باب التميز في عالم الإنترنت

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments