نماذج محاكاة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكوارث لتخفيف آثارها

الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بالكوارث وتخفيف آثارها

دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي

كيف يمكن أن يتصرف الناس عند وقوع الكوارث وكيف يتسنى تخفيف أثار هذه الكوارث في حال وقوعها؟ ….. لتحقيق هذه الغاية استعان الباحثون في مختبرات سانديا الأمريكية ببعض نماذج المحاكاة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بما يمكن أن تئول إليه أحداث يستحيل التنبؤ بها، حيث تبحث الخوارزميات عن أنماط تسلسل البيانات وتغير النتائج كلما طرأت معلومات أو متغيرات جديدة وفقا لتقرير نشرته ال بي بي سي .

وتعكف الآن مجموعات كاملة من الباحثين وفرق من المهندسين وشركات على محاكاة مجموعة من الأزمات المخيفة

من أجل المساعدة على الاستعداد لها والتأهب لمواجهتها

نماذج المحاكاة

أشار التقرير إلى ما قاله كيفن ستامبر، رئيس فريق تحليل البنى التحتية الحيوية بمختبرات سانديا

بشأن محاولة فهم كيفية منع الكوارث قبل حدوثها أو تخفيف وقعها في حالة حدوثها

. وقد أكد ستامبر أنه منذ نحو ست سنوات، هاتفته وزارة الطاقة الأمريكية بعد أن تعطلت مصفاة تكرير النفط في ولاية كاليفورنيا، ما أدى إلى تدني الإنتاج. وكانت الوزارة تخشى من أن تتأثر إمدادات الوقود بشدة في حال توقفت مصفاة أخرى في الولاية عن العمل تزامنًا مع تعطل الأولى. وطلبت منه وفريقه استكشاف تبعات توقف مصاف أخرى عن العمل.

وقدم الفريق -وفقًا للتقرير- نموذجًا كشف عن الآثار المحتملة لأي هجوم على إحدى المصافي الأخرى

مؤكدًا أنها ستتسبب في فوضى عارمة، إذ سترتفع أسعار الوقود وقد ينفد الوقود من المحطات.

واستجابة لهذه التنبؤات، عززت الوزارة من الإجراءات الأمنية حول المنشآت تحسبًا لحدوث هجمات أخرى.

ذكر التقرير أن الشركات والمؤسسات الكبرى تستعين بنماذج المحاكاة بالحاسوب

وذلك لوضع خطط طوارئ واتخاذ قرارات مدروسة تساعدها على وضع استراتيجيات مناسبة

واختيار الخطة المثلى لمواجهة الكوارث والأزمات.

ويقوم نموذج المحاكاة على مجموعة حسابات، تمثل نظامًا ما في الواقع

ويتنبأ  بتبعات حدث ما، بناء على المعلومات المجمعة عن أحداث مماثلة وقعت في الماضي

سواء بشأن خطوط أنابيب الوقود أو شبكات الكهرباء أو حركة المرور أو حتى الطقس.

وكلما زاد حجم البيانات وعدد المتغيرات تعقدت المهمة الحسابية.

ففي نموذج حادث انفجار مصفاة ولاية كاليفورنيا الافتراضي، استمد فريق سانديا المعلومات من حادث انفجار مصفاة نفط في ولاية تكساس عام 2005 ووضعوا متغيرات عديدة، مثل تأثير توقف المصفاة على تدفق الوقود أو تأثير زيادة كميات الوقود في خط الأنابيب على الإنتاج في الولايات التي من المفترض ضخ الوقود إليها. ويغير النموذج النتائج تلقائيا كلما عُدلت هذه المتغيرات

دقة التنبؤ

أما عن دقة النماذج، أشار التقرير إلى ما قاله أندرو سكيتس، من مؤسسة “ساند تيبل” لنماذج المحاكاة

إنه لا يمكن لأحد  استشراف المستقبل بدقة متناهية”

ويضيف سكيتس أن بعض النماذج، مثل تلك التي تتنبأ بحالة الطقس، قد تتجاوز دقتها 90 في المئة

عند التنبؤ بسرعة الرياح أو درجات الحرارة قبل يومين

لكن التنبؤ يصبح عسيرًا في حالة حدوث ظواهر جوية قاسية.

ويشير سكيتس إلى إحدى صعوبات إعداد نموذج محاكاة التي تتمثل في عدم صلاحية بيانات الأحداث المشابهة القديمة للاهتداء بها عند التنبؤ بما سيحدث مستقبلا.

ذكر التقرير أن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية تعتمد على نماذج المحاكاة لاستكشاف تبعات الأحداث الاستثنائية

مثل الأعاصير عند اقترابها من الولايات المتحدة.

حيث تضع في الحسبان إقامة منشآت الحماية من الفيضانات في المواقع الأكثر تأثرا بالأعاصير.

أورد تعليق جوشوا دوزور، نائب مدير الاستجابة للكوارث بالوكالة: حيث قال “نحن نسابق الزمن لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح”.

ويقول دوزور إن هذه النماذج تحلل سلوكيات الناس، واحتمالات انصياعهم لتحذيرات مسؤولي الطوارئ

إذ أن الأشخاص الذين تضرروا من الأعاصير في السنوات الخمس الأخيرة من المرجح أن يكونوا أكثر التزاما بأوامر الإخلاء.

ونوه التقرير عن استخدام مؤسسة “موفمنت ستراتيجيز” في المملكة المتحدة هذا النموذج

بهدف مساعدة المهندسين المعماريين في تصميم مخططات للسماح بإخلاء آلاف السكان من المباني في أسرع وقت ممكن

بناء النماذج

نماذج محاكاة تتنبأ بسلوك الناس عند وقوع كارثة للتخفيف من آثارها

أوضح التقرير أن نماذج المحاكاة التي تبنى على دراسة سلوكيات الناس في مواقف بعينها

تفيد عند انشاء القاعات الجديدة حيث تساعد المهندسين على تحديد عدد المخارج أو تصميمات الدرج بحسب نوعية الحشود المتوقعة وسلوكياتهم السابقة

وذلك لضمان سهولة إخلاء القاعة في حالة الطوارئ.

فإذا كانت مخارج الطوارئ أقل مما يجب فلن يتمكن الناس من الخروج من المكان بأمان

أما لو كانت أكثر مما يجب فسيتفرق الناس في المكان بشكل خارج عن السيطرة، مما يؤدي إلى مستويات خطيرة من التزاحم

ورغم أن جميع هذه المواقف، بدءا من إخلاء الملاعب إلى الأعاصير، قد حدثت من قبل

إلا أن العبرة، في التعلم من الكوارث السابقة والاستفادة من هذه المعلومات في تحسين نماذج المحاكاة.

صحيح أنه لا توجد كارثتان متطابقتان، لكن تحليل الكوارث يساعد على الاستعداد للمستقبل.

0 0 votes
Article Rating

Related posts

انضمام سعادة البروفيسور عيسى البستكي للمجلس الاستشاري لمؤسسة AIJRF

الدبلوم المهني: صحافة الذكاء الاصطناعي وإعلام الميتافيرس وترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعي عربيا

برنامج الزمالة المهنية المبكرة يفتح باب التميز في عالم الإنترنت

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments