دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
رغم التقدم التقني الهائل الذي أحدثته الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة الكبيرة التي جنتها كافة المجالات من تقنيات الذكاء الاصطناعي لا سيما في المجال العسكري ، فإن ثمة مخاوف كبيرة تهدد السلم العالمي نتيجة تزايد الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر المعقدة حيث يمكن أن تؤدي أخطاء غير مقصودة إلى إشعال حرب نووية عالمية وفقًا لتقرير نشرته ال بي بي سي
أشار التقرير إلى تزايد حدة المخاوف من الذكاء الاصطناعي بسبب ما يقوم به قراصنة الإنترنت من جرائم سيبرانية وهجمات إلكترونية
حيث يمكنهم خداع أنظمة المراقبة لإيهامها بوجود هجوم صاروخي، فيأتي الرد عليها بإطلاق صواريخ حقيقية .
وتصبح المشكلة أكثر خطورة في ظل حرص الدول الكبرى على أن تكون أسلحتها النووية سهلة الاستخدام
وقادرة على الاستجابة الفورية، بمجرد ضغطة زر الأمر الذي يعرقل كل محاولات التحكم في استخدام هذه الأسلحة.
أخطاء غير مقصودة
أورد التقرير عدة أمثلة لإنذارات كاذبة كادت أن تتسبب في كوارث عالمية
فمنذ اكتشاف الأسلحة النووية، اقترب العالم من حافة صراع نووي مدمر 22 مرة بسبب إساءة تفسير أحداث لا ضرر منها
مثل سرب من البجع أو لون القمر أو مشاكل طفيفة في الكمبيوتر أو ظواهر جوية فضائية غامضة
ودلل بما حدث في عام 2010، حين فقد سلاح الجو الأمريكي القدرة على التواصل مؤقتا مع 50 صاروخا نوويا
ما يعني أنه كان من المستحيل إيقاف أي إطلاق آلي للصواريخ النووية
وفي عام 1995 لاحظ مشغلو الرادار الروسيون أن صاروخا انطلق بمحاذاة ساحل النرويج، وصعد إلى السماء
فدعا “يلتسن” مستشاريه على الفور لمناقشة شن هجوم مضاد.
وبعد دقائق أدركوا أن الصاروخ خرج من البحر ولم يعد مصدر تهديد.
واكتشف لاحقا أن هذا الصاروخ هو مسبار علمي أرسلته النرويج لاستكشاف الأضواء الشمالية.
واندهش المسؤولون النرويجيون من هذه البلبلة التي سببها الصاروخ رغم أنهم أعلنوا على الملأ أنهم سيطلقونه قبل شهر على الأقل.
يقول ويليام بيري، وزير الدفاع الأسبق في عهد الرئيس بيل كلنتون -وفقًا للتقرير-:
“إذا أطلق الرئيس عددا من الصواريخ ردا على إنذار كاذب، فقد يتسبب في إشعال حرب نووية غير متعمدة.
وهذا القرار لا يمكن الرجوع فيه، لأن الصوايخ بمجرد إطلاقها لا يمكن استعادتها أو تدميرها”.
إطلاق إنذار كاذب
أشار التقرير إلى أن أنظمة الإنذار المبكر التي وضعت إبان الحرب الباردة، قد تتسبب في الكثير من الأخطاء
لاسيما أنها ترصد الصورايخ النووية قبل أن تضرب الهدف، حتى تتمكن الدولة من شن هجوم مضاد قبل تدمير أسلحتها
وتستمد هذه النُظم المعلومات من كوكبة من الأقمار الصناعية للتحذير من الهجمات الصاروخية على ارتفاع 22 ألف ميل من الأرض
وأوضح أن هناك نوعان من الخطأ الذي قد يؤدي إلى إطلاق إنذار كاذب؛ الخطأ البشري والخطأ التقني
وأن الإنذار الكاذب قد يحدث نتيجة فعل إجرامي متعمد من قراصنة الإنترنت أو بسبب الفيروسات أو الذكاء الاصطناعي
وقد تزايدت مخاطر الإنذارات الكاذبة -وفقًا للتقرير- بالتوازي مع زيادة مخاطر الهجمات الإلكترونية.
الأمر الذي يجعل الذكاء الاصطناعي آداة محتملة قد تتسبب في حرب نووية عالمية خطيرة
.