دبي- مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
في ظل جائحة كورونا وجدت الأخبار الكاذبة بيئة مناسبة للانتشار وبدأ سيل من المعلومات المضللة يتدفق عبر كافة وسائل التواصل بكل أشكالها ليضاهي انتشار الشائعات انتشار الوباء، وكان بين أهم تلك الادعاءات والمزاعم ما أشيع عن تسبب شبكات الجيل الخامس في نشر فيروس كورونا والشرائح الدقيقة في انتقال وتفشي الفيروس وفق تقرير للبي بي سي
هواتف الجيل الخامس
أكد جاك غودمان وفلورا كارمايكل من فريق تقصي الحقائق في بي بي سي أنه على الرغم من عدم وجود علاقة بين إشارات الهاتف المحمول من الجيل الخامس وبين نشر عدوى الفيروس أو تقليل المناعة تجاهه،
وكذلك تأكيد العلماء استحالة هذه العلاقة من الناحية البيولوجية .فإن كل ذلك لم يمنع انتشار هذه الشائعات عالميًا
ما أدى إلى احتجاجات حتى في البلدان التي لا توجد فيها هذه التكنولوجيا حتى الآن.
ودلل التقرير بما حدث في بوليفيا على الرغم من عدم وجود هذه التقنية بها
حيث انتشرت مقاطع فيديو لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية مرفقة بمزاعم عن مسؤولية الجيل الخامس منها عن تفشي فيروس كورونا
وتسببت هذه المقاطع التي اقترنت بحقيقة أن الجميع بات قيد الإغلاق العام؛ في حدوث هجمات على أبراج الهواتف المحمولة في مدينتي كاراكارا وياباكاني”.
وأوضح التقرير انتشار فيدوهات أخرى لبعض كبار السياسيين والقادة الدينيين تضمنت ادعاءات كاذبة حول التكنولوجيا، وانتشار الفيروس.
:إذ قال عضو سابق في مجلس الشيوخ النيجيري في مقطع فيديو تمت مشاركته 25 ألف مرة على فيسبوك،
إن الوباء غطاء محض لإدخال تقنية هواتف الجيل الخامس
بينما ادعى قس إنجيلي في تنزانيا على موقعي التواصل الاجتماعي إنستغرام ويوتيوب أن الدفع باتجاه تكنولوجيا الهاتف المحمول وراء انتشار فيروس كورونا.
وتحدث مفتٍ سابق في مصر على شاشة التليفزيون عن شبكة الجيل الخامس
وزعم أنها تسبب اضطرابا كهرومغناطيسيا، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروس.
وشهدت بريطانيا وقوع العشرات من حوادث تدمير الهوائيات نتيجة الأخبار الكاذبة
نصيب بلغيتس من الشائعات،
أشار التقرير إلى ما حظيت به التكهنات بشأن علاقة بيل غيتس وبرامج اللقاحات بنشر الفيروس، في صربيا؛ بشعبية كبيرة
وأوضح أن هذه القصص كانت تُستَخلص من مصادر إنجليزية أو روسية.
وهذا هو سر انتشار نفس المحتوى الإخباري المزيف الذي انتشر في بريطانيا أو الولايات المتحدة.
وكان أبرز المزاعم الكاذبة انتشارا -وفقًا للتقرير- هو أن الوباء خطة كبيرة دبرها بلغيتس لزرع شرائح دقيقة في البشر جنبا إلى جنب مع لقاح فيروس كورونا.
فقد حقق مقطع فيديو من الأرجنتين على يوتيوب يؤيد هذه النظرية 1.3 مليون مشاهدة
بينما كرر مقطع فيديو آخر على فيسبوك من باكستان هذه المزاعم وتم مشاهدته حوالي 650 ألف مرة منذ نشره في مايو/ايار الماضي.
وذكر التقرير أن بعض النُسخ من هذه النظرية كانت لها لمساتها المحلية الخاصة بها.
ففي النسخة العربية، انتشر مقطع فيديو عن الشرائح الدقيقة مُطلقًا عليها اسم “رقائق المسيخ الدجال”
وحقق هذا المقطع أكثر من 375 ألف مشاهدة على يوتيوب والعديد من المشاركات على فيسبوك.
أما في البرازيل فقد انتشرت تغريدة على تويتر لدوس سانتوس -المؤيد الأقوى للرئيس بولسونارو- اقتبس فيها قول معلق باكستاني بإن بيل غيتس يريد زرع شريحة متناهية الصغر عبر لقاح ضد الفيروس للسيطرة على البشر من خلال الجيل الخامس للاتصالات؛
وحظيت هذه التغريدة بأكثر من 14 ألف إعجاب.
التصدي للتضليل
أشار التقرير إلى أن الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق آي اف سي إن تحتوي على قاعدة بيانات مع تدقيق للحقائق حول فيروس كورونا.
وأن مدققي الحقائق في 14 دولة على الأقل قد فضحوا النسخ المحلية من نظرية الشرائح الدقيقة،
بما في ذلك في اليونان وكازاخستان والفلبين والمكسيك.
وأوضح أن فيسبوك يقوم بتوكيل الإشراف على المحتوى في جميع أنحاء العالم إلى المنظمات الدولية لتقصي الحقائق.
وحذر من خطورة تزايد عدد الناس الذين يؤمنون بهذه المؤامرات لأنهم سيترددون في تلقي اللقاح المرتقب
وهذا ما ينذر باحتمال تفاقم أزمة صحية عالمية أخرى”