دبي- مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
تحديات كثيرة واجهتها أنظمة الرعاية الصحية عالميًا، والتي ظهرت بوضوح بعد تفشى جائحة كوفيد-19، وهو ما جعل الاتجاه إلى حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية، الأمر الذي ينبأ بتغيرات كبيرة يشهدها القطاع الصحي بحلول 2030، مع زيادة الاعتماد على تلك التقنيات، وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
حيث توقع التقرير أن توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من الأدوات والحلول الجديدة الخاصة بالرعاية الصحية، منها : الكشف المُبكر عن الأوبئة والأمراض، و توفير الرعاية الاستباقية للمرض، علاوة على التوسع في تقنيات التطبيب عن بعد، وتوفير رعاية صحية متكاملة عن بعد وصولا للأماكن النائية البعيدة عن المدن والمناطق الحضرية.
رعاية صحية استباقية
يشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي بحلول 2030 سيصبح أكثر قدرة على الوصول إلى مصادر متعددة للبيانات،
و سوف تتيح هذه البيانات إمكانية الكشف عن أنماط المرض والمساعدة في العلاج
كما ستصبح أنظمة الرعاية الصحية قادرة على التنبؤ بالأمراض التي يحتمل أن يتعرض لها الأشخاص، مع اقتراح التدابير الوقائية منها.
حيث تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي على تقليل مدة انتظار المرضى وستحسن من كفاءة الأنظمة الصحية والمستشفيات.
ويوضح التقرير أن الرعاية الصحية عن بعد باتت حقيقة واقعة نتيجة زيادة الضغط على أنظمة الرعاية الصحية العالمية، في ظل نقص الأطباء الماهرين والمطالبين برعاية أعداد متزايدة من السكان، نسبة كبيرة منهم من كبار العمر، فضلًا عن الطفرة التي حققتها التكنولوجيا وعلوم البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
لذا فمن المتوقع في عام 2030 -مع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع البيانات الدقيقة والمعقدة من مصادر متعددة- تقديم رعاية صحية استباقية.
يُشير التقرير إلى دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في فهم الأمور الحياتية
تلك التي تؤثر على الصحة ليس فيما يتعلق بمواسم الإصابة أو العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية التعرض للمرض
ولكن أيضا كل ما يتعلق بالشخص من مكان ولادته والأطعمة التي يتناولها والعمل الذي يؤديه وما إذا كان يعيش في بيئة توجد بها مستويات من تلوث الهواء وإمكانية حصوله على مسكن آمن ودخل مستقر
وكل هذه العوامل تطلق عليها منظمة الصحة العالمية المحددات الاجتماعية للصحة
ومن خلال هذا الرصد الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي يمكن توقع أنه ومع حلول عام 2030 ستتراجع معدلات الإصابة بالكثير من الأمراض مثل السكر، وأمراض القلب والرئة .
الرعاية الصحية عن بعد
انفراجة أخرى سيحدثها الذكاء الاصطناعي 2030 –وفقًا للتقرير- فيما يتعلق بمكان تلقي الرعاية الصحية
بحيث تصبح المستشفيات للحالات الحرجة بينما يتم معالجة الحالات البسيطة في المنازل عبر الإنترنت
وذلك من خلال بنية رقمية تقوم بتحليل البيانات، وتتنبأ بالحالات المحتمل تدهورها
ومن جانب آخر سيساعد الذكاء الاصطناعي على معالجة الاختناقات وتوجيه الحالات إلى الأماكن الأنسب لتلقي العلاج.
يشير التقرير إلى ما سيتيحه الذكاء الاصطناعي بحلول 2030 من تقليل أوقات الانتظار والمساعدة على تحسين سير العمل
كما سيساعد استخدام تقنياته في الممارسة السريرية؛ على تفرغ الأطباء الماهرين لممارسة العمليات الجراحية والتشخيص
ومن خلال نظام متصل بالإنترنت للرعاية الصحية يمكن تحسين الخدمات الصحية وزيادة الرفاهية إلى حد كبير.
لكن لكي تتحق هذه الرؤية للمستقبل، لابد أن تستثمر الحكومات والأنظمة الصحية والشركات الخاصة في العمل معًا
لتوفير أنظمة من الذكاء الاصطناعي قابلة للتشغيل دون تحيز أو عدم مساواة
فضلا عن ضرورة تعزيز القدرات البشرية وليس استبدالها