دبي – مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي
أصدرت شركة أوبن إيه آي للأبحاث غير الربحية والتي شارك في تأسيسها إيلون ماسك، بيتر تيل، ريد هوفمان وبينوف؛ نموذجًا جديدًا للبرمجة الحسابية يعرف باسم “جي بي تي ثري” وقد فاق هذا النموذج الذي يعتمد على تقنيات التعلم الآلي كل التوقعات حول قدراته إذ فاجئ مطوري البرنامج أنفسهم بقدرات فائقة على إنتاج النصوص وتقديم المعلومات للمستخدمين والعديد من المهام الأخرى، حتى تلك التي لم يقم مطوروه ببرمجته من أجلها وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الكونفدنسيال الأسبانية
أشار التقرير إلى أن هذا النموذج الذي أطلقته شركة أوبن إيه آي ومقرها كاليفورنيا في يونيو حزيران الماضي قد أثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي
ويُعتبر “جي بي تي 3” الجيل الثالث من النماذج التي طورتها الشركة لمعالجة اللغات الطبيعية
وهي نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تركز في الأساس على دراسة اللغات الطبيعية وإنتاج نصوص معقدة
قدرات مذهلة
أشار التقرير إلى تعليق الخبير في برمجيات “التعلم الآلي” كارلوس سانتانا
أن جي بي تي 3 “هو أكبر نموذج من نوعه إذ تم تزويده بأكثر من 175 مليار معلمة
وأن قاعدة البيانات الضخمة لهذا النموذج تجعله قادرًا على القيام بمهام لا يُمكن توقعها، بل يكتشفها المستخدم عند اختباره
مؤكدًا أن برنامج معالجة اللغات الطبيعية في هذا النموذج، يمنحه القدرة على كتابة نصوص مثل الإنسان
والتحدث مع الأشخاص عبر ‘روبوتات الدردشة التفاعلية’
وكذلك تطوير الأفكار والاستفادة من المعارف المكتسبة وتحليل البيانات.
كما أنه حين يتلقى معلومات جديدة، يلجأ إلى ذاكرته الهائلة بهدف العثور على استجابة مناسبة
على الرغم من أن البرمجة لم تشمل هذا الخيار.
ويضيف سانتانا حول آفاق وقدرات النموذج قائلًا:
“الحقيقة أننا لا نعرف ما يتعلمه النموذج الآن، وكيف يختار المصطلحات، ولا نعرف حدوده على وجه الدقة”
كما إننا لا نعلم ما إذا كانت هذه النماذج ستسلبنا وظائفنا على المدى القصير
لكن الأمر المؤكد –على حد قول سانتانا – أنها ستغير طريقة عملنا”.
عقبات وانتقادات
وبالرغم مما رآه الناس والخبراء من قدرات مذهلة للنموذج شكك بعض الخبراء–وفقًا للتقرير- في هذه القدرات
إذ رأى الباحث المتخصص في علوم الكمبيوتر والبرمجة اللغوية العصبية خوليو غونزالو أن نموذج جي بي تي 3، لا يعني أننا اقتربنا من الحدود النظرية للذكاء الاصطناعي على الرغم من كونه خطوة جديدة في عملية تطبيق التعلم العميق على معالجة اللغات الطبيعية
وأضاف: “هذه النماذج تقلد ما بُرمجت عليه بشكل متطور جدًا، دون ربط ذلك بلغة أو معنى أو دافع حقيقي”.
مؤكدًا أن نموذج جي بي تي 3 فشل فشلًا ذريعًا في إنتاج نص مفهوم.
أفاد التقرير أن شركة أوبن أيه آي أنفقت حوالي خمسة ملايين دولار لتطوير نموذج جي بي تي 3.
وهذا ما يثير -إضافة إلى التكلفة الاقتصادية- مشكلة بيئية حيث يتطلب تطوير هذه البرمجيات استهلاك كميات كبيرة من الطاقة
الأمرالذي يؤثر حتما على البيئة حسب ما يقول غونزالو.
من جهة أخرى أثار استخدام هذه الأدوات في إنتاج النصوص، جدلًا واسعًا.
فإذا كانت قادرة على كتابة نصوص معقدة فما الذي سيحول دون انتحال صفة شخص آخر، أو اختلاق قصص قد يعتقد الجميع أنها صحيحة؟